خارج الطائفة - تأليف : علي أحمد الديري

خارج الطائفة

تأليف : علي أحمد الديري

مدارك للنشر -  بيروت  2011  |   392 صفحة  |  7.2  م . ب

تحميل الكتاب

يتطرق الكتاب في تناوله لمشكلة الطائفية إلى أساس ومنبع تشكل توجهات "التطييف" في مجتمعاتنا، عارضاً لماهية الفرق بين أن تكون الطائفة موضوعاً تشتغل عليه، وأن تكون إطاراً تستند إليه. ويبين المؤلف أنه في الحالة الثانية، نجد أن الشخص يقبع في عوالم الطائفة مستنداً إليها في تعريف هويته، وتعيين مركز قوته في علاقته بالآخرين. ويقول المؤلف: "إن الطائفة، بما تتوافر عليه من قيم وأوامر ونواهٍ تؤطر لك ما هو صحيح وما هو خطأ، وبهذا الكل المركب، تمثل الطائفة إطار رؤية ترى من خلاله العالم والغيب والآخرة والناس".

ويستعرض المؤلف طبيعة المبادئ الأربعة التي تقوم عليها الطائفية، وهي: أن الطائفية كنسق اجتماعي تحمل جملة مضامين وأهداف سياسية لا ترتبط بتعددية الطوائف والأديان أو بالطقوس والمعتقدات، وإن الطائفية لا توجد إلا في المجتمعات التقليدية التي تفتقر إلى فكرة الدولة الحديثة، وترتبط بمشاعر التضامن الطبيعي القائمة على رابطة عقدية، يتجسد ارتباطها كأيديولوجيا حشد وتعبئة بالنخب السياسية المتنافسة في الساحة السياسية للسيطرة على مواقع القرار داخل الدولة، لذا فإن تجاوز الطائفية يمكن أن يتحقق في الدولة الوطنية.

ويرى أن الإنسان نظرياً، لا يستطيع إدراك علاقاته بهذه المجردات العقلية إلا من خلال تركيبة مجازية داخل أو خارج الحدود، فإما أن يكون داخل الطائفة أو خارجها، إذ لا يمكن أن يكون الاثنين معا. ويكشف أن الوجود خارج الطائفة، يحيل المرء داخل فضاء المدينة وداخل فعلها الحر، لأن كل خروج هو دخول آخر.

ثم يعرف الطائفية التي يرى أنها نظام اجتماعي وديني ودنيوي مركب، وليست مجرد مجموعة من المعتقدات الدينية البريئة من صراعات التاريخ، هي تشكيلة من الآليات المركبة في هيئة سلطة تعمل على تثبيت هذه المعتقدات في جماعتها والدفاع عنها.

ويتناول الباحث العلاقة بين المثقف والسياسي، ليخلص في نهاية تحليله، الى أن العلاقة مرتبطة بالمطالبة بتحرير المثقف من السياسي، طالما أن السياسي ينسجم مع توقعات السلطة التي تحاول أن تحتوي المثقف، بينما ينسجم المثقف مع الهامش المنفلت من أحكام السلطة، إذا لم يكن قادراً على خلخلة بنية تلك السلطة.

 #مكتبة_التنوير

#فكر_سياسي