الدولة والدين في الفكر العربي المعاصر . ملف بحثي

الدولة والدين في الفكر العربي المعاصر . ملف بحثي

مؤمنون بلا حدود - الرباط  2016   |   90  صفحة   |   16.26  م . ب

تحميل الملف

انشغل بعض روّاد الفكر العربي الإسلامي بترتيب العلاقة بين الدين والدولة أو بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية؛ وذلك لما لها من آثار على الفكر والسياسة والاجتماع العربي. إذ صار الكثير من الباحثين يدرسون كيفية حضور الديني في السياسي خلال التاريخ الإسلامي، وكيف كانت المسافة بينهما على مستوى الواقع، وهل يمكن التنظير لعلاقة جديدة بفعل تطور بنية الاجتماع الحديث.

ولا نعدم أمثلة من التاريخ ومسارات الفكر الإسلامي العربي التي تؤكد الانشغال بدراسة تداخل الدين بالسياسة وتقاطع السلطة الزمنية مع السلطة الدينية، وحسبنا الإلماحُ والإلماعُ إلى الآداب السلطانية مع الماوردي وابن المقفع المؤسسة على مبادئ ومرتكزات تجعل الوحدة ودرء الفتنة والانقسام في المجتمع والأمّة من أولى الأولويات التي ينبغي الحفاظ عليها، مع استعمال الديني كلحمة جامعة ناظمة. كما أنّ بعض النقاشات السياسية كانت مغلفة بالجدل الكلامي والمذهبي في تأويلات الآيات والأحاديث لفائدة إيديولوجيا الدولة المنشودة أو القائمة.

وما زال للتراث السياسي حضور في لحظتنا المعاصرة، بل أكثر من ذلك نلحظ عودة الصراع المذهبي (السنّة والشيعة)، مع إشاعة قراءات طائفية للتاريخ الإسلامي وتكويناته العقدية والسياسية والاجتماعية. يضاف إلى هذا أنّ التحولات السياسية التي شهدها العالم العربي بعد ما سُمّي بالربيع العربي، دفعت بقضايا الفكر السياسي، ومنها مسألة العلاقة بين الدين والسياسة، إلى مقدمّة اهتمامات المثقف العربي، م يرهص بتطور التفكير في الشأن السياسي.

وإذا استعدنا بداية النهضة العربية، فسنلحظ آراء جريئة في التنظير لعلاقة الدين بالدولة، ومن أبرز الإسهامات التي ناقشت تلك العلاقة بحس تجديدي جريء كتاب الشيخ الأزهري علي عبد الرازق الموسوم ب: «الإسلام وأصول الحكم”، وكتاب: “الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية » للشيخ محمد عبده، وكتاب: «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد » لعبد الرحمن الكواكبي...، وغيرها من النصوص التي انخرطت في الجدل الفكري المرتبط بتحديد أدوار الدين في المجتمع السياسي.

وإذا تخطينا بداية النهضة العربية إلى أوساط القرن العشرين، فسنلاحظ بداية تبلور للرؤية النقدية مع عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وهشام جعيط ومحمد أركون وناصف نصار...؛ تلك الرؤية التي حاولت تعميق النظر في أدوات التفكير السياسي العربي، وعلاقتها بالسياقات التاريخية والفكرية.