دريدا عربياً .. قراءة في الفكر النقدي العربي . محمد احمد البنكي
دريدا عربياً .. قراءة في الفكر النقدي العربي
محمد احمد البنكي
المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت 2005 | 395 صفحة | 8.52 م . ب
يحتوي
الكتاب على مقدمة وثلاثة فصول ، تناول الكاتب من خلالها بالفحص والاقتفاء الدلالي
، القراءات العربية للنص الفكري الغربي "ترجمة ومماثلة او معارضة" معتبرا
ان هذا النص شكل سلطة مرجعية في الانتاج الفكري العربي طوال مراحل العصر الحديث،
مؤكدا ان النظر الى تلك القراءات يحتاج الى دراسة مستقلة ، تتناول مستويات المعاجة
ومجالاتها واستراتيجيتها المنهجية ، ويشير البنكي ، ان اختياره لهذا الموضوع لم يأت
لافتقار القراءات للدرس فحسب، وانما للاهتمامات الشخصية ايضا، المتمثلة بتتبع
الدراسات في مجال النظرية الادبية المعاصرة وتعالقاتها بميادين العلوم الانسانية
الاخرى ، مفصلا عما لقيه بعض النصوص من رواج على صعيد التناول العربي خلال العقود
الاخيرة ، وبخاصة نصوص دريدا الفلسفية والنقدية ، اذ لاقت هذه النصوص الدريدية
قراءات عربية مختلفة، اضطلعت بمعالجتها وتوظيفهاواختبار نجاح مقترحاتها
الاستراتيجية في ميادين التعاطي مع النصوص وتفكيك الدلالات . ويوضح الكاتب ، أن
جهد الكتاب يطمح الى استقطاب اشكالات القراءة العربية للاسهام الدريدي ووضعها ضمن
اطر واضحة وبسيطة ، تمكننا من استخلاص حصيلة قادرة على اعطاء صورة شاملة لطبيعة
مسار هذه القراءات وآفاق تطورها المحتملة ، ثم يشير الى الدراسات الاربع التي عرضت
للموضوع وسبقت الكتاب وهي:
- "التفكيكية والنقاد الحداثيون العرب" للباحث
علي الشرع من دائرة اللغة العربية بجامعة اليرموك الاردنية ، وقد نشرت هذه الدراسة
في مجلة : دراسات العلوم الانسانية ، الصادرة عن الجامعة الاردنية ، المجلد السادس
عشر ، العدد الثالث ، مارس 1989، الصفحات 196-216 .
- " التفكيك والاختلاف . جاك دريدا والفكر العربي
المعاصر " للباحث احمد عبد الحليم عطية ، من قسم الفلسفة بكلية الاداب ،
جامعة القاهرة .
- " التفكيكية في الخطاب النقدي العربي المعاصر
" للباحث يوسف وغليسي ، وهو باحث جزائري أنجز بحث الماجستير في عام 1996،
وذلك بمعهد الاداب واللغة العربية بجامعة القسطنطينة الجزائرية .
- " المرايا المحدبة من البنيوية الى التفكيك "
للباحث عبد العزيز حمودة من قسم اللغة الانكليزية بكلية الاداب ، جامعةعين شمس
المصرية ، وقد نشرت الدراسة ضمن سلسلة عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني
للثقافة والفنون والاداب بدولة الكويت ، العدد 232 ، ابريل 1998. ثم يحدد البنكي
الاركان الناظمة لمقارباته في مشروع الكتاب بثلاثة مرتكزات يلخصها بما يلي:
- تحديد المفاهيم والاجراءات النظرية التي يحتكم
اليها البحث مع ابراز النماذج النظرية التي تثري رصد انتقال أفكار دريدا الى
مجالات الفكر النقدي العربي.
- استكشاف مساحة الاشتغال العربي بقراءة دريدا وتوضيح جنبات المشهد الذي عنى باستراتيجيات التفكيك "ترجمة أو توظيفا أو معارضة" في ميادين الفكر النقدي العربي
- استكشاف مساحة الاشتغال العربي بقراءة دريدا وتوضيح جنبات المشهد الذي عنى باستراتيجيات التفكيك "ترجمة أو توظيفا أو معارضة" في ميادين الفكر النقدي العربي
-
تحليل بعض القراءات العربية
التي تقاطعت مع دريدا والتي سعت الى صياغة نماذج من المواقف المتعاطفة مع مقولات
التفكيك وامكان الافادة منها في بيئات الفكر والنقد . ثم يتجه الكاتب الى تأمل
الاليات المختلفة التي تتداخل في تشكيل الفكر النقدي العربي ، مبينا أثر آليات
التحويل في هذا التشكيل ودور فعالية التحويل، فضلا عن ذلك احتوى الكتاب على ثلاثة
فصول ، عرض البنكي في فصله الاول والذي ضم ستة مداخل نظرية ، تمحورت حول متابعة
المنظورات المختلفة والتي اتصلت بمبحث النظريات اضفة الى المفاهيم وهجرة المصطلحات
، وينتقل البنكي في الفصل الثاني من كتابه والذي ضم ثلاثة مداخل ، ليستكشف من
خلالها استراتيجيات التفكيك ، حضورا وانتفاء ، في الفكر النقدي العربي ، حيث عرض
الاراء المختلفة التي رصدت حضور التفكيك عربيا ومن ثم مناقشتها . أما الفصل الاخير
من الكتاب ، متن القراءة في ضوء المرجعيات القارئة –نماذج تحليلية – فقد تركز على
دراسة بعض النماذج التحليلية من المتن المقروء ، وقد وقع اختيار المؤلف على عينة
تمثيلية لسبعة نقاد ومفكرين عرب هم:
- التفكيك بوصفه تعددا مفرطا " قراءة مصطفى
ناصف"
-التفكيك بوصفه انعكاسا شائها " قراءة عبد
العزيز حمودة "
- التفكيك بوصفه نهاية " قراءة عبد السلام
بنعبد المسيري "
- التفكيك بوصفه مجاوزة ط قراءة عبد الوهاب المسيري "
- التفكيك بوصفه زئبرية " قراءة كمال أبو ديب "
- التفكيك بوصفه خلاصا " قراءة بختي بن عودة "
- التفكيك بوصفه اختراقا " قراءة علي حرب".
دريدا
عربيا ،دراسة قيمة وعميقة تنضاف الى القراءات المهمة للفكر النقدي الدريدي بعد أن
تعددت مصادرها وتنوعت وتفاوتت في الطابع والنسق ، فمنها، بيانات منشورة في الصحف
أو حوارات ولقاءات تناقلتها القنوات الاعلامية ، فضلا عن المصادر والمرجعيات ، ذات
التماسات الحيوية بالموضوع والتي ذيلها الكاتب في نهاية دراسته الشاملة لاهم
القراءات العربية للفكر الدريدي .
تعليقات
إرسال تعليق