يوم كان الرب أنثى ... نظرة اليهودية والمسيحية إلى المرأة - مارلين ستون
يوم كان الرب أنثى ... نظرة اليهودية والمسيحية إلى المرأة
تأليف : مارلين ستون
دار الأهالي - دمشق 1994 | 230 صفحة | 8.6 م . ب
يتحدث الكتاب عن التحريف المقصود الذي قامت وتقوم به الثقافة الذكورية للتأريخ البشري، وبالتحديد لجنس الآلهة فيه، فثقافتنا بعمومها مليئة بكل ما يدعم الذكر، ويحيِّد الأنثى، وهكذا ومنذ الطفولة يجد الجنسين نفسيهما أمام أَسْهُم مختلفة وحظوظ متفاوتة.
كيف يمكن للأنثى أن تكون طبيعية وسط منظومة تنشئة، تقوم على التمييز. والغريب أن منظومة التمييز هذه والموجهة ضد الأنثى وصل بها النجاح لدرجة أنها كسبت حتى الأنثى (الأم) لصالحها وحولتها إلى مسوق بارع للثقافة الذكورية ومدافع باسل عنها، والفضل يعود طبعاً للمراس طويل الأمد، للتاريخ الممتد بالأغوار السحيقة، وأيضاً للقساوة الذكورية المفرطة.
إذا كانت الثقافة الاجتماعية هي المسؤولة المباشرة عن صياغة الملامح الثابتة لشخصية الفرد، فكيف يمكن للأنثى وسط جوٍ ذكوري تمييزي بشع، أن تُكَوِّن شخصيتها باستقلال؟ كيف يمكن لها أن تكون ما هي عليه، إذا كان المجتمع الذكوري يدفع بها لتكون ما يريد لها أن تكون عليه؟
وقد نجحت المؤلفة بأثبات التشويه المتعمد لتاريخ الأنثى، فكيف ستكون الأنثى لو أننا لم نعبث بتاريخها، ولا بمعالم شخصيتها، ولو لم يحدث ذلك، فما هو الشكل الذي سيكون عيه المجتمع عندما تمارس فيه الأنثى الحقيقية شراكتها بحرية تامة؟
يوم كان الرب أنثى، كانت الإناث بشكل آخر مختلف وكان للمجتمع يومها طعم مختلف. وفي يوم ما، اعتلى الذكور خيولهم، وتسلحوا بفحولتهم، وهجموا بكل وحشية ونزق على التاريخ، كل التاريخ، وهكذا تمكنوا من ذبح جميع الآلهة الإناث، ليس لشيء آخر غير الثأر لطبيعة نوعهم العنيف والنزق، من براءة ونعومة واختلاف النوع الآخر.
#مكتبة_التنوير
#قضايا_المرأة
تعليقات
إرسال تعليق