إبراهيم بن سيار النظام وآراؤه الكلامية الفلسفية - محمد عبد الهادي أبو ريدة

إبراهيم بن سيار النظام وآراؤه الكلامية الفلسفية

محمد عبد الهادي أبو ريدة

لجنة التأليف والترجمة والنشر - القاهرة  1946  |  192  صفحة  |  7  م . ب

تحميل الكتاب

يعد هذا الكتاب العمل العلمي الأصيل في بابه، والذي رجع مؤلفه – بعد جهد ومشقة – إلى المصادر والمراجع كافة التي تناولت حياة إبراهيم النظام وفكره وفلسفته، سواء معه أم ضده، عربية كانت أم غربية، مع التمحيص والتدقيق والنقد، وترتيب المادة لاستخلاص مذهب النظام وعرضه في صورة موحدة، مع ربط آراء النظام بأصولها الإسلامية، ومراعاة التطور الطبيعي للفكر الإسلامي، من حيث منشأ المشكلات، وما قيل فيها من آراء تحت تأثير الأصول الكبرى للإسلام.

ومعروف أنه قد قامت حركة عقلانية قوية (المعتزلة) تعتمد على الرأي والاجتهاد والتفكير، مع نقد النصوص غير القطعية، خلال الحضارة الإسلامية، وفي بواكيرها الأولى، وقبل ترجمة الفلسفة اليونانية إلى العربية في العصر العباسي، فلقد اشتغل كبار مفكري الإسلام والمسلمين بالقضايا العقلية والكلامية، لفهم صحيح الدين، وتبصير الناس، وانتهاج منحى جديد قائم على النظر العقلاني والتجربة العملية.

ومن هؤلاء الرواد الأوائل، يأتي إبراهيم بن سيار النَّظَّام رأس الاعتزال المولود على الأرجح عام 160 هـ، والمتوفى عام 231 هـ، وقد ضاعت كل كتبه، ولم يبق منها شيء، لكن آراءه انبثَّتْ في ثنايا كتب تلاميذه كالجاحظ مثلاً، وفي كتب خصومه وألد أعدائه، الذين اتهموه بتطاوله على الإسلام، وهجومه على الصحابة.

وبذل الدكتور أبو ريدة الوقت والجهد، لإخراج الصورة الصحيحة للنظام، بلا رتوش، بعيداً من الحكم المُسبق، والاتهام الجاهز له وللمعتزلة، ومصادرة فكره! فقد كان النظام ابن بيئته وعصره، من حيث الإلحاح على طرح الأسئلة، وعدم الاقتناع إلا بما يوافق صحيح العقل. وقد  حفظ القرآن، والتوراة والإنجيل وتفسيرها، مع كثرة حفظه الأشعار والأخبار، واختلاف الناس عليه. وهو  وإن تخرج من مجلس خاله وأستاذه أبي الهذيل العلاف، فإنه كان كثير النقد له، حتى إنه دخل في مناظرات كلامية وفلسفية مع العلاف، لأنه لم يكن مع كثرة حفظه، مُقلداً، مردداً، ولا مجرد راوية، بل كان ينقد ما يقرأ.

#مكتبة_التنوير

#أعلام_سير_مذكرات

#أديان_مذاهب_إثنيات