الإنسان من أجل ذاته - تأليف : إريك فروم
الإنسان من أجل ذاته
تأليف : إريك فروم
منشورات
وزارة الثقافة - دمشق 2007 |
280 صفحة | 5 م . ب
تحميل الكتاب
ولعل أكبر تحديين تواجههما فلسفة الأخلاق اليوم
هما المطلقية والنسبوية. وبالنسبة إلى الأولى، يرى أصحابها أن المعايير الأخلاقية
لكي تكون صحيحة يجب أن تكون "مطلقة"، ومن ثم فإن قضاياها الأخلاقية
صحيحة قطعياً وأبدياً ولا تسمح بإعادة النظر ولا تسوّغها. والمطلقية سبب النزاعات
المأساوية والكارثية، وللحروب التدميرية لا للسلام. ومن أبرز أمثلتها الثقافة
الإمبريالية والثقافة الأصولية. وتقوم الثقافة الإمبريالية على الاعتقاد بالتفوقية
الأساسية لشعب على بقية الشعوب التي لا يمكن أن تصل في أية مرحلة تاريخية – ولم
تصل من قبل – إلى حالة التفوق، وهذا ما يبيح السيطرة عليها وعلى ثرواتها. وهي
أساساً أيديولوجية تبرر إخضاع الشعوب الأخرى واستغلالها بتعريفها من جانب واحد
بأنها وثقافاتها بدائية أو همجية أو إرهابية وعليها واجب حمايتها أو تحريرها أو
الإنعام عليها. وقد لاحظ جاك دريدا في الخطاب الرسمي للإمبريالية الأميركية، وعلى
الرغم من الفصل المبدئي للدين عن الدولة، تمسكه الجوهري بالكتاب المقدس، في عبارات
من قبيل "فليبارك الرب أمريكا" "وفاعلي الشر" و "محور
الشر" و "العدالة المطلقة". إنها مثال على الكامن العنيف للثقافة
في القصد والتطبيق على السواء. وفيه تؤدي الثقافة وظيفتها بوصفها النذير والأساس
التصوري للحرب ولعنف الهيمنة الاستعمارية؛ وهي تؤدي وظيفتها في محاولة إخفاء أبسط
أشكال الأنانية الجماعية وأقلها صقلاً.
#مكتبة_التنوير
#فكر
تعليقات
إرسال تعليق