من «الأحدث» إلى «الأرشـد» .. أو من مونتسكيو إلى روسو .. السجال الدائر حول الديمقراطية والجمهورية - تأليف: بول ديوبوشيه

من «الأحدث» إلى «الأرشـد» .. أو من مونتسكيو إلى روسو .. السجال الدائر حول الديمقراطية والجمهورية
تأليف: بول ديوبوشيه
المركز القومي للترجمة - القاهرة - 2016  |  184 صفحة  |  5  م . ب

تحميل الكتاب

مؤلف هذا الكتاب هو "بول ديوبوشيه" أستاذ للقانون العام بجامعة "كورسيكا". كرَّس أبحاثه لدراسة الوضع القانوني للضوابط السياسية، من خلال منظورين أولهما يبحث التزامن بين الأوضاع القانونية والضوابط السياسية، والثاني يبحث تعاقب هذه على تلك. ولهذا المنظور كان المؤلف قد كرَّس- قبل كتابه هذا- كتابًا آخر هو كتاب "الفكر التشريعي قبل القانون المدني وبعده".
ويسعى هذا الكتاب إلى تأصيل فكرتي النظام الدستوري الأساسيتين والمختلفتين: تلك المسماة بـ"الديمقراطية" والتي استوحت نظام الملكية الإنجليزية، والأخرى التي دُعيت بــ ”"الجمهورية"، والتي عادت إلى جذور النظام التشريعي الروماني في توسعه بمبدأ مشاركة الشعب في الحكم إلى حد أمسى معه التمثيل النيابي غير ذي أهمية؛ مما مهّد- في رأي مناهضي ذلك النظام- لظهور الأنظمة الشمولية الحديثة.
والخط الممتد في هذا الكتاب- من بدايته حتى نهايته- هو الخاص بالتعارض بين منظومتين: إحداهما مبدؤها هو المساواة المطلقة، والأخرى مبدؤها هو الحرية المطلقة.
يشتمل هذا الكتاب على مقدمة وجزأين، ينقسم كل جزء منها إلى فصلين. يذكر المؤلف في المقدمة أن تاريخ الفكر يواجه بتحد رهيب مصدره تزايد في المعرفة مضاعف ومتعدد الأشكال وهذا يؤدي إلى تشتت المعارف، والخوف من أن يجر تراكم المعارف إلى الهمجية، بنفس الحتمية التي بها يجر غيابه ذاته إليها. والعلم سينهار تحت وطأة تكاثره هو ذاته. ولابد من العودة إلى الأفكار الحاكمة: وهي الخطوط العامة التي يمكن من خلالها انتظام المعارف.
وعندما نطبق هذا الأمر في مجال الفكر القانوني والسياسي والدستوري يمكننا تقصي مسيرة التاريخ، ومجابهة كل من الأفكار الحاكمة والفرضيات التاريخية والنماذج التصورية بأحكام القانون والمؤسسات والمذاهب النظرية.
على هذا النحو ما يكون من مفهومي "الجمهورية" و"الديمقراطية" إذ يعلن كل امرئ نفسه "ديمقراطيًا"، ولا أحد يجرؤ بعد على إعلان نفسه "معاديًا لمبدأ الجمهورية" (رغم أنه ما من شك في أن البعض تراوده الرغبة في هذا). والحاصل أن أغلب الأنظمة السياسية التي نلقاها- في جميع أنحاء العالم- تتوخى في الغالبية الغالبة من الأحيان أن تكون جمهورية، ولكنها دائمًا تتوخى أن تكون ديمقراطية.
    وأصل هذه الحركة "الجمهورية" يرجع في العصر الحديث إلى الولايات المتحدة منذ حرب الاستقلال (وإن لم تمثل كلمة "الجمهورية" في المسمى الرسمي للولايات قط) وإلى فرنسا منذ ثورتها الكبرى، بل إن فرنسا- وهي الرحم لجميع النزعات الوطنية- قد اتخذت صيغتها الجمهورية بمثلما مجاهرتها بالديمقراطية كمعتقد، ونموذج لسائر الشعوب.
#مكتبة_التنوير
#فكر_سياسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق