طوق الحمامة في الألفة و الألاف - ابن حزم الأندلسي

طوق الحمامة في الألفة و الألاف

تأليف : على بن حزم الأندلسي

مؤسسة هنداوي - القاهرة   2014   | 178 صفحة | 3 م . ب


من المقدمة :

قال أبو محمد ـــ عفا الله عنه: أفضل ما أبتدئ به حمد الله عز وجل بما هو أهله، ثم الصلاة على محمد عبده ورسوله خاصة، وعلى جميع أنبيائه عامة، وبعد.
عصمنا الله وإياك من الحيرة، ولا حملنا ما لا طاقة لنا به، وقيض لنا من جميل عونه دليلاً هادياً الى طاعته، ووهبنا من توفيقه أدباً صارفاً عن معاصيه، ولا وكلنا إلى ضعف عزائمنا، وخور قوانا، و وهاء بنيتنا، وتلدد آرابنا، وسوء اختيارنا، وقلة تمييزنا، وفساد أهوائنا، فإن كتابك وردني من مدينة المرية إلى مسكني بحضرة شاطبة تذكر من حسن حالك ما يسرني, وحمدت الله عز وجل عليه، واستدمته لك، واستزدته فيك، ثم لم ألبث أن اطلع علي شخصك، وقصدتني بنفسك، على بعد الشقة، وتنائي الديار، وشحط المزار، وطول المسافة، وغول الطريق. وفي دون هذا ما سلى المشتاق ونسى الذاكر إلا من تمسك بحبل الوفاء مثلك، ورعى سالف الأذمة، ووكيد المودات، وحق النشأة ومحبة الصبا، وكانت مودته لله تعالى.
ولقد أثبت الله بيننا من ذلك ما نحن عليه حامدون وشاكرون، وكانت معانيك في كتابك زائدة على ما عهدته من سائر كتبه، ثم كشف الي بإقبالك غرضك، وأطلعتني على مذهبك، سجية لم تزل علينا من مشاركتك لي في حلوك ومرك، وسرك وجهرك، يحدوك الود الصحيح الذي أنا لك على أضعافه، لا أبتغي جزاء غير مقابلته بمثله. وفي ذلك أقول مخاطبا لعبيد الله بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أمير المؤمنين الناصر ــ رحمه الله ــ في كلمة لي طويلة، وكان لي صديقا:
أودك وداً ليس فيه غضاضة وبعض مودات الرجال سراب
وأمحضتك النصح الريح وفي الحشى لودك نقش ظاهر وكتاب
فلو كان في روحي هواك اقتلعته ومزق بالكفين عنه إهاب
وما لي غير الود منك إرادة ولا في سواه لي إليك خطاب
إذا حزته فالأرض جمعاء والورى هباء وسكان البلاد ذباب







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق