سلطة الإستبداد والمجتمع المقهور - صاحب الربيعي

سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور
صاحب الربيعي
صفحات للنشر - دمشق  2007  |  112 صفحة  |  3.13  م . ب


تحميل الكتاب

سعى المؤلف إلى تسليط الضوء على المفاصل الأساسية، وما تعانيه المجتمعات المقهورة في العالم الثالث من مشكلات اجتماعية، يجب معالجتها بطرق علمية تستند إلى علم الاجتماع وليس إلى السياسة المستندة إلى قوالب فكرية جاهزة تواجه العنف بالعنف لفرض توجهاتها على مجتمعات مختلفة تماماً من حيث النشأة والتطور عن غيرها، مشيراً إلى أن هناك اختلافا شاسعا بين مفهوم نشوء الدول القديمة والحديثة في العالم، حيث تستند الأولى إلى مبدأ العصبية القبلية لغرض سطوتها على المجتمع وإخضاعه لنهجها القبلي وتهدف إلى تحقيق مصالحها على حساب المجتمع. في حين يستند نشوء الدولة الحديثة إلى نظام مؤسسي، يقر بالحقوق والواجبات بين الدولة والمجتمع، ويتركز على أساس العقد الاجتماعي والسياسي بين الدولة والمجتمع، ويحق للمجتمع فسخ العقد مع الحاكم عند إخلاله بشروط العقد القاضي بتحقيق مصالحه والحكم بمبادئ العدل والمساواة بين المواطنين.
يستند هيكل الدولة في العديد من دول العالم النامي إلى القبيلة، وتشكل القبيلة العمود الفقري لأجهزة القمع للحفاظ على سلطتها والسعي لإخضاع الآخرين لمشيئتها. فكلما عظم شأن القبيلة عدداً وعدة وكان لها من التحالفات القبلية المساندة سنحت لها الفسحة لتوارث الحكم عبر الأجيال.
وينتقل المؤلف إلى سلطة الاستبداد والمجتمع والنهج الاستبدادي ومنظومة القيم في المجتمع، حيث يعود تفشي أنماط السلوك غير السوي في المجتمعات المقهورة إلى ممارسات العنف والاضطهاد لسلطة الاستبداد لفترات طويلة.
والتأثيرات السلبية للاستبداد في بنية المجتمع واضحة، حيث تعمل سلطة الاستبداد على إثارة الفتن العرقية والمذهبية، واستعداء الأديان المخالفة لتأجيج حالة التناحر بين فئات المجتمع من خلال الاستعانة بفئة اجتماعية لضرب فئات اجتماعية أخرى، مما يؤدي إلى خلق حالة من الكراهية والحقد فيما بينهم وتلك الحالة تذكيها الأعراف العشائرية الثأرية والانتقامية لتمهد الأرضية لنشوب الحرب الأهلية تستفيد منها سلطة الاستبداد لإحكام سيطرتها على الجميع أمداً طويلاً.
ومن أعمق الآثار المترتبة على انهيار سلطة الاستبداد في المجتمع، استباحة ممتلكات الدولة. فحين تخضع المجتمعات لعنف واستبداد متواصل خلال مسيرة حياتها، يتولد لديها شعور بالحقد والكراهية لكل أجهزة السلطة، ويؤدي ذلك مع الزمن إلى تنامي دوافع ومسببات لانتقام من الظالمين.
وتطرق المؤلف إلى مسببات انهيار منظومة القيم في المجتمعات المقهورة، فهناك مسببات عديدة لانهيار منظومة القيم الاجتماعية والدينية التي تتحكم في سلوك أفراد المجتمع وتصرفاتهم ومن دونها تضعف أواصر العلاقة فيما بينهم وتحل مكانها قيم تتعارض ومنظومة القيم الاجتماعية المتشكلة تاريخياً.
ومنها أن مظاهر الفقر في المجتمع تشجع حالة التنافس لتوفير الحاجات الغذائية بصور شتى للحفاظ على الحياة وقد تتعارض طرق الحصول على الغذاء مع الكثير من القيم الاجتماعية لكنها تعد مشروعة في ظل سيادة القيم الجديدة
وتتعاظم حالة الفساد الاجتماعي بهيمنة عناصر القاع في المجتمع على السلطة السياسية الذين ينشرون الفساد في جميع مفاصل الدولة وتسود مظاهر الجهل والتصرفات غير السوية بين أفراد المجتمع مصحوبة بحالات من القهر والظلم الاجتماعي.
#مكتبة_التنوير
#فكر_سياسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق