التصوف الإسلامي - تور آندريه
التصوف الإسلامي
تور آندريه
منشورات الجمل - كولونيا 2003 | 250 صفحة | 4.2 م . ب
تحميل الكتاب
اتُّهم الحلاج، وهو أحد أبرز المتصوفين المسلمين، بادعاء الألوهية
والقدرة على خلق المعجزات، ورغم إعلانه براءته مما نسب إليه من آراء كان الحكم
عليه أمراً مقضياً … ففي يوم 26 آذار عام 922 ميلادية جلد بالسوط ثم قطعت
يداه ورجلاه وبعد ذلك صلب على خشبة وترك معلقاً يومين حتى حز رأسه. ويتبين من وقائع المحكمة أن الحلاج لم يأبه بمصيره المحتوم.
نال هذا الحدث المأساوي بعد ما يقرب من ألف عام خاتمة جديرة
بالملاحظة والاعتبار، فقد توجهت إلى الشهيد الصوفي أنظار المستشرق الفرنسي لوي
ماسينيون /1883 – 1962/ بحيث بدا وكأنه يُبعث من جديد.
فقد جمع ماسينيون من كل مكتبات أوروبا والشرق الأوسط كل كلمة قيلت
عن الصوفي الشهيد، مقتفيا أثره في ما يزيد على 2000 بحث من الشرق والغرب ليكتب بعد
هذا تاريخه، فكانت الحصيلة عملاً جباراً مدهشاً يشتمل على 900 صفحة تسلط الضوء على
حياة هذا الصوفي.
والنتيجة التي انتهى إليها /ماسينيون/ هي أن الحلاج ثمرة التصوف الإسلامي
وأنه فاق الكل من حيث عمق فكرته وندرة جرأته وحرارة ورعه وصدق تقواه، فقد كان واحداً من العظام ذوي الطاقات الفكرية
الاستثنائية. انه علامة مضيئة في تاريخ التصوف الإسلامي فمنه بدأ الطريق الذي سلكه
التصوف الإشراقي والذي ارتبط باسم المفكر الكبير ابن عربي /حوالي 1164 –
1240 ميلادية/ صاحب المؤلفات ذات الأهمية الخاصة المتميزة بالنسبة للباحثين في
تاريخ الأديان فإليها يرجع الفضل في حفظ ونقل الكثير من أفكار التصوف الإغريقي.
وقد تحمس مؤلف هذا الكتاب، بعد أن اطلع على كتاب / ماسينيون/، لدراسة آثار المتصوفين المسلمين الذين أسروا
خياله منذ اللحظة الأولى التي تعرف فيها عليهم. وحاول أن يعيد الحياة إلى
عالم روحي اندثر تحت أنقاض السنين في وقت أصبحت فيه إثارة الاهتمام بالمسائل
الدينية أمراً صعباً.
واستعرض المؤلف علاقة عدد من المتصوفين المسلمين بالزهد والحياة
والمجتمع والذات الإلهية حيث كان بعضهم "يخاطبون الله بجرأة رافعين
بذلك الكلفة بينهم وبينه".
#مكتبة_التنوير
#التصوف
#أديان_مذاهب_إثنيات
تعليقات
إرسال تعليق