بداية الفلسفة - هانز جورج غادامير

بداية الفلسفة
هانز جورج غادامير
دار الكتاب الجديد - بيروت 2002  |  212 صفحة  |  4.3  م . ب

تحميل الكتاب


الهدف من محاضرات غادامير هذه، التطرق إلى بداية الفلسفة اليونانية التي تلامس مشكلات الثقافة الغربية الراهنة، فهذه الثقافة لا تجد نفسها في حالة تغير جذري وحسب، إنما ثمة غياب أو انعدام الثقة بالنفس حسب تعبيره. وقد أدرج غادامير حالة غياب الثقة بالنفس ضمن تفسيره للثقافة الغربية، التي يتهددها ما يمكن تسميته هيمنة التنظيم التقني والعلمي، وتغلغل هذا في جميع أوصال الوجود الغربي، فضلا عن سيادة العناية المفرطة بالمنهج، التي قادت إلى انزراع ثنائية الذات الموضوع في تربة هذا الوجود. لكن كان لهيغل وشلايرماخر تصور خاص حول بداية الفلسفة، باعتبارهما رواد التأويل الفلسفي الألماني في الفلسفة ما قبل سقراط. فقد لعب هيغل دورا كبيرا في هذا السياق من خلال كتابه «محاضرات في تاريخ الفلسفة». فأعمال هيغل كان لها صدى كبير على جميع المستويات، بحيث تبين إلى حد بعيد كيف كانت الفلسفة قبل سقراط، وكيف حاول هيغل كشف حقيقة التفكير الفلسفي، عن طريق تناول المنطق والتطرق إلى مفاهيم جوهرية في المعتقد الفلسفي، كالوجود والعدم والصيرورة. تناول هيغل مجموعة من المقولات حول البداية التي تعتبر سابقة على مقولة اللوغوس. إلا أن التصورات الهيغيلية ظلت دائما غامضة، بحيث يصعب تحديدها رغم كونها متأسسة.
إن بداية الفلسفة جدل قائم على تحديد الولادة التاريخية الحقة لظهور الفلسفة كفكر إنساني، رغم أن هيغل حاول كشف هذا اللغز من خلال كتابه «ظاهرية الروح»، حيث كرس مجموعة من الفصول لدراسة تاريخ الفلسفة قبل سقراط. أما عالم اللاهوت فريدريك شلايرماخر، فيرى أن بداية الفلسفة له علاقة بالفردية والظواهر، فقد كان اكتشاف الفرد، الإنجاز الكبير، خاصة الإشعاع الكبير للثقافة الرومانسية. وحسب شلايرماخر، إن الفرد يفوق الوصف، وبالتالي ليس هناك إمكانية لإدراك فردية الفرد من الناحية التصورية، إنما هو تعبير انبثق في الحقبة الرومانسية. يجد القارئ في الفكر الفلسفي لشلايرماخر نظرة جديدة وجدلية للفلسفة الإغريقية والمسيحية.
كان لمحاولات شلايرماخر دور كبير في الكشف عن بعض إشكاليات بداية الفلسفة ما قبل سقراط، لذا، فالبداية لم تكن واضحة ولا تمثل الا مرحلة من مراحل أخرى لم تكشف بعد. وفي هذا السياق، لابد من الإشارة إلى كتاب ديلتاي «مدخل إلى العلوم الإنسانية» حيث يتطرق ديلتاي إلى أصل الميتافيزيقيا العلمية وتطورها وانحطاطها. فالميتافيزيقيا العلمية حسب ديلتاي متناقضة بذاتها، لأنها تحرك الرغبة في التعبير عن جوانب الحياة العميقة تعبيرا علميا، على الرغم من أن هذه الجوانب لا تقع ضمن نطاق العلم. والهدف من دراسة الميافيزيقيا راجع إلى مسألة أن التاريخ الإنساني سادته ميتافيزيقيا تستند إلى فكر أفلاطون وأرسطو.
#مكتبة_التنوير
#فلسفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق