موت الإنسان في الفلسفة المعاصرة - عبد الرزاق الداوي

موت الإنسان في الفلسفة المعاصرة

عبد الرزاق الداوي

دار الطليعة -  بيروت 1992  |  210  صفحات  |  7.77  م . ب

تحميل الكتاب  

يتناول هذا الكتاب بالدرس إشكالية النزعة الإنسانية في الفلسفة المعاصرة، ويحلل ملابساتها، وأزمتها وأهم روافدها النظرية. وهو في هذا السياق يبرز التقاءً مثيراً بين فلاسفة وباحثين في العلوم الإنسانية و مفكرين معاصرين ، يصعب التكهن مسبقاً بوجود آصرة ما تجعهم لكثرة ما هي بادية للعيان خلافاتهم. فما الذي يمکن أن يجمع، مثلا، بين فلسفة نقد الميتافيزيقا عند نیتشه وعند هيدجر، ودریدا، والتحليل النفسي عند جاك لاكان، وقراءة ألتوسير الجديدة للماركسية، وخطاب الأنثربولوجيا البنيوية عند ليفي ستروس الذي يلح على هويته العلمية، وأخيراً، المشروع الفكري النقدي عند ميشيل فوكو؟

  يجتهد المؤلف في بيان أن القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا يتجلى في كونهم قد ساهموا، وفي أساليب واستراتيجيات متباينة، في صيانة أطروحة "موت الإنسان" في الخطاب الفلسفي الغربي المعاصر. وتقول هذه الأطروحة بأصوات مختلفة، بأن من علامات ساعة الأفول المتنبأ به للإنسان ولعالمه الثقافي أن مشروع الحداثة برمته قد فشل ؛ وأن العقلانية قد تصدعت، وقد تهاوت جميع مبررات الإيمان بأطروحات التقدم الاجتماعي، ولم تعد هناك أسباب لعقد الآمال على التاريخ لأنه ليس سوى أسطورة حديثة، وانكشف فراغ مضامين كل أشكال تأويل الإنسان للعالم وللوجود تأسيساً على مبادئ أو قيم ... فعبث، إذن، كل مشاريع الإنسان ومشاقه ونضالاته من أجل المزيد من المعرفة .. والمزيد من التحرر! 

  وللكتاب ميزة التحلي بالوضوح في التحليل، وهي ميزة تساعد القارئ العربي، ولو كان غير متخصص في الفلسفة، على متابعة واستيعاب أهم قضايا وتساؤلات الفلسفة المعاصرة، كما تيسر له سبل إدراك وتمييز أصداء فلسفة "موت الإنسان» داخل مكونات الحقل الثقافي العربي المعاصر ذاته ؛ تلك الأصداء التي تتردد فيه تارة باسم فلسفة التفكيك والنقد الجذري، وتارة أخرى باسم فلسفة الاختلاف والعبث: فالكتاب يقدم، بالفعل، خلاصة ضافية عن المصادر النظرية الغربية التي تنبعث منها تلك الأصداء وتنتشر. 

#مكتبة_التنوير

#فلسفة