التراث وإشكالية القطيعة في الفكر الحداثي المغاربي .. بحث في مواقف الجابري وأركون والعروي - امبارك حامدي

التراث وإشكالية القطيعة في الفكر الحداثي المغاربي ..
بحث في مواقف الجابري وأركون والعروي
امبارك حامدي
مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت  2017 |  430  صفحة  |  16.8  م . ب

كيف نتعامل مع التراث لكي نبني حداثة عربية تُخرج الفكر العربي من تخلفه؟ اختار الكاتب مقاربة هذه الإشكالية من خلال تحليله ثلاثة مشروعات فكرية عربية كبرى تنتمي إلى الحيِّز العربي المغاربي المعاصر تتقاطع في نقطة مركزية تتمثل بإيجاد حل لمسألة التراث وكيفية التعامل معه لبناء حداثة عربية مرتكزها العقل النقدي كأداة لخلخلة هذا التراث، وتفكيكه، وهذا ما أدى بروّاد هذه المشاريع (الجابري، أركون، العروي) إلى نقد التراث مستخدمين مناهج جديدة استمدوها من الإيبيستيمولوجيا الغربية المعاصرة. وقد نادوا جميعاً – وبصور متفاوتة – بالتعامل مع التراث بمنطق القطيعة معه، الأمر الذي جعل الكاتب يُعمل نظره في مدى نجاعة تطبيق هذه القطيعة التي نشأت متأثرة بأرضية علمية وفلسفية لها جذورها الضاربة في أعماق تاريخ الحضارة الغربية، وتوظيفها في بناء حداثة عربية. ولهذا فإن الكاتب ضمن تقديمه في هذا الكتاب الأطروحة التي دافع عنها والمتمثلة بقوله: «إن إشكالية العلاقة بالتراث (والقطيعة وجه من تلك العلاقة) هي إشكالية موصولة وصـلاً وثيقاً بمشروع التحديث العربي وتجديد النظر فيها، ومقاربة أسئلتها واستشكالاتها من آليات البحث في إشكاليات التحديث المختلفة». من هنا تتضح استراتيجية نص الكتاب بكاملها، وهي استراتيجية سيعمل الكاتب على تحقيقها عبر منعرجات، ومنحيات منهجية ومعرفية استقاها من تاريخية الفكر الغربي في بعده العلمي والفلسفي، ومن نظره المدقق في المشاريع التحديثية المغاربية التي نشأت مرتكزة على المنتجات العلمية، والرؤى الإيبيستيمولوجية للحضارة الغربية المعاصرة. وقد اختار لتدعيم مقاربته النقدية المقارنية ثلة من فلاسفة العلم الذين قالوا بالقطيعة كأس لتطور العلم وتقدمه، مقابـلاً ذلك، بالموقف القائل بالتراكم، مركزاً على مطلبه المتمثل بتطبيق القطيعة على التراث، من طرف رواد الفكر العربي المعاصر لتحقيق مشروعهم التحديثي العربي مع إعمال نظره النقدي في هذه المحاولة التي تبدو – من وجهة نظره – مفتقدة المسوغات المنطقية التي تجعلها منسجمة مع الذات العربية وتاريخيتها بحجة أن تلك القطيعة – كما قلنا سابقاً تنبع من أرضية تاريخية لها مرجعياتها الحضارية التي تختلف عن الآليات التي تحكم التراث العربي.
كل ذلك، جاء محمـلاً في أربعة فصول، شكلت بنية الكتاب، ومضمونه المعرفي.
#مكتبة_التنوير
#فكر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق