في نقد الفكر الديني .. النقد التاريخي . خالص الجلبي

في نقد الفكر الديني .. النقد التاريخي

تألبف : خالص الجلبي

المركز الثقافي العربي / مؤمنون بلا حدود - الرباط  2014   |   320  صفحة   |   5.53  م . ب

تحميل الكتاب

يعالج المفكر السوري خالص جلبي في هذا الكتاب، موضوع قراءة التاريخ الفلسفي العلمي الحضاري عموما، عبر أهم محطاته التاريخية المهمة، خصوصا وأن هذه المراحل حسب المؤلف عرفت بوناً شاسعاً، أو "قفزة لا يمكن تفسيرها" مثلا بين أرسطو وفرانسيس بيكون؛ أي ما بين النهضة العقلية الهلينية والنهضة الأوروبية الحالية، وليدخل كتابه بمجموعة من الأسئلة من بينها، هل وقف التاريخ ألف عام فلم يتحرك؟ أم هل بدأ العقل الغربي يتحرك من لا شيء؟ أم إن عقلية قتل المفكرين، لأنهم سحرة ومارقين، تحولت من تلقاء نفسها إلى الحرية الفكرية؟.

ويضيف المؤلف متسائلا: "إذا كانت الحضارة الغربية الآن قد ولدت، فهل لها أب وجد وأم وجدة؟ أي هل ولدت بالقانون الذي يسري عليها وعلى غيرها، أم ولدت بدون قانون؟ هل هي كائن غير شرعي وُلد سفاحاً وترك لقيطاً، فلا تريد الحضارة الغربية الاعتراف بأب وأم؟ أم هي كائن خارق للعادة، وكأنه المسيح الذي خلق من بويضة بدون نطفة؟ هذا السؤال عذبني كثيراً، ولم يشفِني فيه مجرد كلمات المديح والثناء والانتفاخ، عن أثر الحضارة الإسلامية في إنجاب هذا الطفل (العاق والمتمرد) والمتنكر لأصله؟ فرحت أحاول مسك الخيوط التاريخية، وبالأسماء والتواريخ على وجه الدقة، فاصطدمت بمعالم واضحة ارتسمت على محياها عبر التاريخ، خاصة منعطف منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، الموافق لمنتصف القرن السابع الهجري، حيث يشكل هذا التاريخ (انعطافاً نوعياً) ليس في تاريخ الغربيين فحسب، بل في تاريخ الجنس البشري قاطبة، حيث خسر العالم الإسلامي قيادة الجنس البشري، على الرغم من بدايات تحول خطير لتحول حضاري نوعي من خلال أمرين، هما: التراكم المعرفي وتكدس الثروة".

ويبسط فكرته السابقة بالقول إن "هذا المنعطف، كان السبب في بدء تشكل تيارين أو منعطفين؛ مشى المخطط الأول باتجاه القوة والتقدم، والثاني باتجاه الانحطاط والتراجع، وبذلك انقلبت محاور العالم، ليصبح الشمال جنوباً والجنوب شمالاً، ولنولد نحن في خط الجنوب، حيث تنقل لنا الإذاعات الأخبار التي لا تسر، وتنصب علينا مع كل شروق شمس".

خالص جلبي: كاتب ومفكر سوري، حاصل على الدكتوراه في الطب البشري، والدراسات العليا (جراحة عامة) من جامعة دمشق. حاصل على إجازة بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق. ألف عدة كتب في مجالات التنوير وتحرير العقل الإسلامي، صدرت له العديد من الكتب منها: "النقد الذاتي"، و"بناء ثقافة السلم"، و"الإيدز طاعون العصر"، و"عندما بزغت الشمس مرتين"، و"مخطط الانحدار وإعادة البناء"، ثم "سيكولوجية العنف واستراتيجية العمل السلمي".