العزلة والمجتمع . يقولاى برديائف

العزلة والمجتمع 

تأليف : نيقولاى برديائف                  ترجمة : فؤاد كامل 

الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة  1982   |   185  صفحة   |   4.95  م . ب





ولِدَ برديائيف فى 18 مارس، 1874 فى مدينة كييف، من أسرة أرستقراطية، أمضى طفولته فى عزلة حيث تمكن من الاطلاع على كمية هائلة من الكتب، حصل عيها من مكتبة أبيه، وحين بلغ الرابعة عشر بدأ قراءة أعمال كبار الفلاسفة الألمان أمثال هيجل، وشوبنهاور، وكانط، وقد برع فى اللغات منذ صغره.
التحق برديائيف بجامعة كييف لدراسة القانون والعلوم الطبيعية عام 1894، وكانت هذه فترة الحمى الثورية بين الطبقة المعروفة باسم (الإنتلجنسيا)- وهى طبقة لا تعنى بالضروة رجال الفكر، بل تعنى كل الناشطين السياسيين سواء أكانوا من أهل الفكر والثقافة أم لم يكونوا – والطلاب. وفى العام 1898 قُبِضَ عليه فى مظاهرة طلابية، وفصل من الجامعة، وعلى الرغم أنه درس بجامعات أخرى إلا أنه لم ينل الدرجة الجامعية؛ فقد تورط فى أنشطة غير شرعية، ونفى إلى فولونطا بشمال روسيا، وكان من رفقائه فى النفى سافنكوف الإرهابى الشهير، ولونتشرسكى الذى صار له فى دولة السوفيت مكانة ظاهرة فأصبح مندوب الشعب فى التعليم العام. وفى أثناء المنفى كتب كتابه الأول، الذى تحول فيه من الفكر الإشتراكى الماركسى إلى الفردية الوجودية.
وفى عام 1904 تزوج برديائيف وانتقل إلى سان بطرسبرج العاصمة الروسية حينها، ومركز النشاط الفكرى والثورى. حيث دخل فى العديد من المناقشات الفكرية والروحية، وتخلى أخيرًا عن الراديكالية الماركسية ليركز إهتمامه على الفلسفة والدين.
وعلى الرغم من أن برديائيف كان مسيحيًا مؤمنًا إلا أنه كان ناقدًا للكنيسة كمؤسسة، وقد تسبب مقاله النارى فى نقد السينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية الروسية فى أن يُتهم بالكفر، الذى كانت عقوبته النفى إلى سيبريا مدى الحياة، إلا أن قيام الحرب العالمية الأولى والثورة البلشيفية، حال دون النظر فى قضيته.
وعلى الرغم من اعتناق برديائيف لبعض جوانب الإشتراكية، إلا أنه لم يقبل النظام البلشيفى-الشيوعى- بسبب تسلط النظام، وسيطرة الدولة على حرية الأفراد. لكنه تقبل مشاق فترة الثورة؛ حيث سُمح له بإلقاء المحاضرات والكتابة. لكن فى عام 1922 طردت الحكومة البلشيفية مئة من المثقفين البارزين، كان برديائيف من بينهم، فى البداية توجه برديائيف وغيره من المهاجرين إلى ألمانيا، إلا أن الظروف الإقتصادية والسياسية فى ألمانيا، قد دفعت الكثير منهم -بما فيهم بيرديائيف وزوجته- إلى السفر إلى باريس عام 1924. حيث أنشأ أكاديمية هناك، لتعزيز تبادل الأفكار مع المجتمع الثقافى الفرنسى. واستمر بيرديائف فى الكتابة اثناء الإحتلال الألمانى لفرنسا، والعديد من كتبه نُشر بعد الحرب، والبعض الآخر نُشر بعد وفاته. كتب برديائيف فى الأعوام التى قضاها فى فرنسا خمسة عشر كتابًا، كانت من ضمنهم أهم أعماله. وتوفى على مكتبه فى ضاحية كلامار قرب باريس فى 24 مارس 1948
عبّر برديائيف عن آرائه ونظرياته فى سلسلة من الكتب منها:
  • معنى الفعل الخلّاق 1916
  • دوستويفسكى 1923
  • نهاية عصرنا، أو (عصر وسيط جديد) 1924
  • الثورة الروسية 1931
  • المسيحية وحرب الطبقات 1931
  • مصير الإنسان فى العالم الحديث1934

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق