بـيـتهوفـــن . حسن فوزي

بـيـتهوفـــن

تأليف : حسن فوزي

دار المعارف - القاهرة 1989   |   370 صفحة   |   6.62  م . ب


تحميل الكتاب



من مقدمة الكتاب
ولد لودفيج فان بيتهوفن بمدينة بون على الضفة اليسري للراين في السادس عشر من ديسمبر 1770 وهذا التاريخ استنتاجي محض أما الثابت فهو أن المولود عمد وسمي لودفيج بالكنيسة يوم 17 ديسمبر من ذلك العام وأن التقاليد على ضفاف الراين جرت بأن يعمد الأطفال في اليوم التالي لميلادهم. 
وعنوان هذا الفصل لا يعدو أن يجئ تعريباً لاسم لودفيج فان بيتهوفن فقد قرأت كتاباً يتحدذ عن الأصل الفلمنكي للموسيقي الألماني الأكبر مما يظهر أثره في لفظة فان التي تسبق لقبه ولا تحسبن أن ((فان)) هنا توازي ((فون)) بالألمانية أو ((ده)) بالفرنسية أي أنها تشير إلي لقب من ألقاب النبل ولقد سئل بيتهوفن مرة أمام المحكمة عن حكاية نبله فأجاب أن مصدر النبل هو هذا- وأشار إلي قلبه- ثم هذا- وأشار إلي رأسه- وكأنما يقول : إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه. وكلمة بيتهوفن مركبة من كلمة ((هوفن)) وهو الحقل أو الحديقة و((بيت)) وهو البنجر فيكون معني اللقب ((حقل البنجر)) وتعريبه مختزلا في دعابة ((أبو الغيط)). 
وكان بيتهوفن ابن الشعب حقاً نشأ جده في صميم الديمقراطية الفلمنكية القديمة بمدينة لوفان ثم هاجر إلي إمارة بون من أجل العيش ودخل في خدمة الأمير مغنيا وارتقي حتي بلغ مرتبة شيخ عرفان الكنيسة ((كابلمايستر)) وكان إلي هذا يتاجر في نبيذ الراين والموزيل تعزيزاً لدخله. إلا أن زوجته اعتبرت قبو زوجها.. فرعاً من كلار المنزل وانتهي أمرها إلي أن حبست في دير علها تجد في الرحيق العلوي ما يعوضها عن بنت الكروم ولا غرو أن يطلع ابن تلك السيدة وهو والد بيتهوفن مدمناً سكيراً وكان قد ألحق ضمن عرفان الكنيسة إكراماً لخاطر أبيه رئيس العرفان. وقد حفظ التاريخ لنا رثاء أمير بون لوالد بيتهوفن. إذ قال لوزير ماليته يوم وفاة منشدة: لا ريب أن عجزاً في ميزانيتك سوف يحدث نتيجة هبوط في حصيلة رسم الإنتاج علي الخمر بعد وفاة يوهان فان بيتهوفن! 
تزوج هذا السكير سيدة من بلاد الراين ترملت عن وصيف من وصفاء قصر الإمارة وكان أبوها رئيس طهاة الأمير. وأخلفها زوجها الثاني ضمن طرد من العيال والطفل لودفينج الذي شاءت له الأقدار أن يصبح سيد الموسيقيين طرا وهكذا نشأ بيتهوفن في وسط مغنين وتجار نبيذ وطهاة والتقارب واضح كما تري بين الخمر والإنشاد والطهو الطيب كما كان في أيام رب الدن باكوس. 
وكان رؤساء الدويلات الألمانية من ملوك وأمراء وكبار أساقفة في أغلبهم هواة موسيقي ما بين ذواقة وعازفين ومغنين ومؤلفين ولخمسين سنة قبل ميلاد بطلنا لويس أبي الغيط حكم إمارة بون أمير أسقف كان مؤلفاً موسيقياً من نوع نعرفه جيداً ونسمع به عن بعض مؤلفي الأغاني الخفية وموسيقي الجاز بالولايات المتحدة. اسم هذا الأمير الأسقف كليمنس وكان أمياً في الموسيقي فاستخدم كاتب ألحان يصدح له الامير بأغانيه فيسجلها الكاتب بالنوتة ثم يحبشها بالهارمونيات اللازمة والتوزيع الأوركسترالي المناسب ولم يكن يعيب موسيقي أمير بون إلا أنها ملطوشة من الموسيقي الكلاسيكية المعروفة في زمانه وقبل زمانه ولو أن الأمير لم يكن يجد في ذلك عيباً وهو القائل : " إن طريقتي في التأليف الموسيقي ويسمي طريقته الميتود هي طريقة النحل يصنع الشهد من أحلي الأزاهير فأنا أقطف ألحاني من بين أجمل ما ألف الأساتذة العظام حسب ما يروق لي ومع أن الأخرين ينكرون اقتباساتهم لينسب إليهم فضل ما يقتبسون فإنني معترف بذنبي وأعتبره فضلا من العلي القدير ومنة إذ أنار قلبي وعلمني ما لم أعلم!".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق