الدولة المركزية في مصر . نزيه الايوبي

الدولة المركزية في مصر  

تأليف : نزيه الايوبي 

مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت  1989   |   235  صفحة   |  7.51  م . ب





هذا الكتاب عن الدولة المركزية في مصر، واحد من خمسة مجلدات حول المجتمع والدولة في الوطن العربي؛ تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، ضمن (مشروع استشراف مستقبل الوطن العربي).

أما المجلدات الأربعة الأخرى فهي: 
1-المجتمع والدولة في المغرب العربي، للدكتور عبد الباقي الهرماسي، 
2-المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية، للدكتور خلدون النقيب،
3-الدولة المركزية في مصر، للدكتور نزيه الأيوبي،
4-المجتمع والدولة في الوطن العربي، للدكتور سعد الدين.

 ولآن هذه المجلدات الخمسة عن المجتمع والدولة هي جزء من مشروع علمي أكبر وأشمل فلا بد من أن تقرأ في سياق هذا المشروع.

أما الكتاب الذي نقدمه الآن فهو كتاب متميّز ومفيد للغاية في فهم تطور الدولة المركزية في مصر ومنذ العصر المملوكي تحديدًا، وقد تطرق الكاتب للعديد من المشكلات الهامة .

أبرز أفكار الكتاب:

1) بخلاف التحليل السائد في الآونة الأخيرة عن مثالب الدولة الوطنية في العالم العربي، إلا أن انسحاب هذا التحليل على مصر لا يُفضي غالبا إلى نتائج صحيحة، وذلك لتفرّد الدولة المصرية وعراقتها مقارنة بالدول العربية الأخرى التي نشأت نشأة استعمارية بامتياز، وتعاني من انفصال شبه كامل عن المجتمع مقارنة بالمجتمع المصري الذي تعوّد الدولة المركزية وباتت جزءًا من كيانه، وبالتالي يجب أن يكون التفكري الجاد في إصلاحها وتفعيلها بدلًا من تقليصها أو إزاحتها.
2 في فترات الحكم المركزي القوية التي تغيب فيها الصراعات الداخلية وتقل القوى الاجتماعية الفاعلة يتم بسهولة السيطرة على المجتمع والتحكم به بشكل كامل من قبل الدولة وذلك لغياب المؤسسات الاجتماعية الوسيطة مثل القبيلة وغيرها، ويرجع ذلك لطبيعة القطر المصري الزراعي (الهيدروليكي ) الذي يتشكل من فلاحين شبه منفردين وغير منتظمين في مؤسسات وطوائف تواجه الدولة، وكذلك في ظل غياب النظام الإقطاعي الذي يسهّل مهمة الفلاحين في مواجهة صاحب الإقطاعية الصغيرة، ففي الحالة المصرية التي يتعامل فيها الفلاح بشكل مباشر مع حكومة مركزية قوية مسئولة عن تنظيم الري والزراعة في القطر بأكمله تصبح مهمة الثورة أو تغيير السلطة مستحيلة.
3) أدى ذلك إلى تلازم السلطة والثروة في مصر، فكل من يسعى للثروة عليه المرور بالسلطة أولًا وذلك بخلاف المجتمعات الأخرى التي تكون الثروة فيها سبيلًا للسلطة، ومن ثم فليس هناك في مصر طبقة أوليغاركية تقوم بالحد من نفوذ السلطة الحاكمة أو توجيهها كما حدث في أوربا.
4) يخوض الكاتب مرحلة صعبة من التحليل الاقتصادي السياسي التاريخي لمصر منذ عهد محمد علي، ويكتشف خلالها أن كلا من محمد علي وجمال عبدالناصر حاولا استعادة نمط الدولة المركزية النقية التي تسيطر بالكامل على النشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأن فشل كلا المشروعين أفضى إلى ضعف نسبي لهذه المركزية سمح بتكون طبقات أرستقراطية جديدة تكونت من مجموع الموظفين الحكوميين الذين استفادوا من الامتيازات التي منحها اياهم نظامي محمد علي وجمال عبدالناصر.
وعلى الرغم من تصنيف الكتاب ضمن محور الدولة والمجتمع في إطار مشروع مركز دراسات الوحدة العربية، إلا أن الكتاب لم يهتم كثيرًا بتحليل القوى .الاجتماعية المختلفة في مصر، واقتصر على تحليل الدور الاقتصادي للدولة المركزية في مصر وتحولاته من منظور اقتصاد سياسي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق