الخرافة .. الإيمان في عصر العلم . روبرت بارك
الخرافة .. الإيمان في عصر العلم
روبرت ل. بارك
سطور للنشر - بغداد 2017 | 290 صفحة | 5.37 م . ب
"روبرت ل. بارك" عالم الفيزياء الشهير وأستاذ الفيزياء بجامعة ميريلاند فى أمريكا يأخذنا فى جولة شيقة جداً لنشاهد الى مدى يمكن أن تسيطر الخرافات على الانسان من خلال الثقافة الموروثة منذ ولادته عبر الأهل والمدرسة والمجتمع و التقاليد والأعراف والأديان و المذاهب لتجعل منة فى النهاية مسخ غير مقتنع الا بما تعلمة رافضاً تماماً لأى اثباتات مادية مُعاكسة يقدمها العلم بلغة (السبب و النتيجة و الدليل).
هل يختلف العلم فعلاً كمنهج مع كل ما سبق ؟ ... فى الحقيقة هو لا يختلف فقط بل يتعارض تماماً ! ... فشرط العلم الأول هو الدليل المادى و البرهان أو الدليل المثبت بالتجربة و هذة العناصر تحديداً هى كل ما لا يوجد فى القناعات الأخرى المبنية على دلائل غير مادية و التى تندرج تحت بند (الايمان) و التى لا يمكن اثباتها بأى دليل أو برهان قاطع.
الكتاب يتميز باسلوب سلس و بسيط جداً ويناقش قضايا عديدة تثير فضول الإنسان بكل وضوح، وبلغة سهلة و مفهومة دون غموض وبالدليل العلمي الذى لا يترك مجالاً للطعن أو الشك فيه و لا يحتاج الى متخصص لاستيعابه.
من خلال هذا الكتاب سنرى الى أى مدى تختلف المؤسسات السياسية و الاعلامية و الدينية مع المنهج العلمى الحقيقى حتى فى دولة متقدمة كالولايات المتحدة و كيف تخلق بتأثيرها السلبى وعى عام مُزيف يُصنف العديد من الخرافات باعتبارها علم Science حقيقي.
سنمر بالعديد من الأسئلة الشيقة ... هل تطور الوعى العام للبشر فعلاً منذ عصر التعاويذ و الطلاسم أم أننا نشهد الأن عودة هذة الخرافات العلاجية تحت مسميات مستحدثة مثل الطب البديل !؟ ... هل يوجد طب بديل أصلاً ؟ ... يرى الكاتب أن الطب الوحيد يعتمد على الدليل التجريبى القائم على الفحص و المتابعة ومقارنة النتائج و أن أى شىء لا يخضع لهذة الأسس لا يجوز تصنيفة كطب ... و كل ما يخضع لهذة الأسس هو طب فعلاً ... ماذا عن الابر الصينية و العلاج بالأعشاب و غيرها !؟ ... هل يمكن تصنيفها طب حقيقى ؟ ... هل من الصواب علمياً أن نُصنف كل تحسن ايجابى للمريض كنتيجة للعلاج فقط أم أن هذا من الوارد أن تكون لة أسباب أخرى ناتجة مثلاً من أداء جهازة المناعى أو وهم التأثير النفسى مثلاً !؟ ... و ما هى الخطوط الفاصلة لنعرف الفارق بين الاثنين اذاً ؟ ... و كيف يتم اختبار الدواء علمياً قبل السماح بتداولة فعلاً تحت مُسمى (دواء) ؟ ... و ماذا حدث عندما حاول العلم أن يحدد ماهية الروح ؟ ... ما تأثير تفسير الكوارث الطبيعية باعتبارها عقاب الهى !؟
عالم الفيزياء الشهير " فال فيتش" الحائز على جائزة نوبل عام 1980 علق على الكتاب قائلاً : "ربما تظن عصر الخرافة انتهى لكن هذا غير صحيح , فالخرافة بدأت تتطور من شكل إلى آخر أكثر فعالية و تأثيراً. إنها تأتي خلسة متلبسة بالعلم الحديث. والمؤلف نجح في ذبح التنين بمهارة فائقة وذهنية ذكية، سواء كانت هذه الخرافات على شكل علوم مزيفة خادعة أو أدعية شافعة. فالكتاب رائع".
اذا كان الكتاب (مهماً) فى مجتمعات صعدت الى القمر و قدمت الهندسة الوراثية و النانو تكنولوجى فهو ((ضرورة)) فى مجتمعات لا تزال تؤمن بالعلاج عند الدجالين و تتحمس بشدة لمركز طبى للعلاج ببول الابل ! ... و الحقيقة أن محاربة الخرافة و الجهل تبدأ بكتب من هذا النوع و ما أحوجنا لهذا المجهود فى مجتمعات كرس فيها اعلام الفضائيات الخرافة كبديل مقبول للعلم و انخفض فيها مستوى التعليم الى درجات مشينة.
تعليقات
إرسال تعليق