الاختيار العلماني وأسطورة النموذج . سعيد ناشيد

الاختيار العلماني وأسطورة النموذج

 تأليف : سعيد ناشيد

دار الطليعة بيروت  2010   |   176  صفحة   |   3.75  م . ب



صدر هذا الكتاب في آذار / مارس 2010، أي قبل ما سمي “بالربيع العربي”.
 لدى قراءة الكتاب يمكن أن نستخلص جرأة الطرح ، حيث كان الفكر العلماني محصوراً على النخبة، ومتمثلاً في أفهام غالبية الشعوب الإسلامية، ولا يزال، على أنه يعني الفكر المادي والإلحادي.
على طول صفحات الكتاب، يقدم الأستاذ سعيد ناشيد نماذج عديدة من وقائع حضور الخطاب الديني في سياسة علمانيات تطرح نفسها كنموذج للإقتداء، مبررة ذلك كضرورة في مواجهة براثن العدمية.
إن استدلال بعض الزعماء السياسيين بنصوص مقدسة وقصص المرسلين، تأكيد بعض الدساتير الغربية على الانتماء الديني للرئيس، تبخيس واختزال التنمية إلى مجرد مبادرات إحسانية، تسمية الحضارات بأسماء دينية، تقديم حلول سحرية لمشاكل العالم تحت مسمى الإعجاز، كل هذا جعل من “العقل نفسه يكاد يغدو موضة قديمة”، مبتعداً عن قيم التنوير والديمقراطية وتهديد مستقبل الحداثة، هاته الأخيرة التي لا تعني في أبلغ معانيها سوى “تعليم الناس العيش بمعزل عن الأوهام”
أمام نموذج علماني منزاح عن مبادئه، تتقلص فيه سلطة العقل في معترك السياسة مقابل صحوة لغة الله والإيمان وقصص الصالحين ورؤى المنام، “لم يبق أمامنا سوى طريق واحد: مجاوزة النموذج الغربي”. أما السؤال والرهان: كيف ذلك؟
ليست مشكلة العالم في غياب العقل، ما دام العقل دوماً حاضراً، وإنما القضية تكمن في اندحاره من مكاتب اتخاذ القرار وتحديد المصير. لم يعد الناس يخاطبون بالعقل ويُستفتون في آرائهم، ما دام الله هو من يريد، وكفى به وكيلا.
الرهان ليس كله في إيجاد وإنتاج خطاب عقلي، الرهان المهم هو تعزيز هذا الوجود من خلال اقتحام قنوات لتصريفه واقعاً قائماً. حينها فقط، يمكن أن نخطو الخطوة الأولى نحو مجاوزة المثال. وحينها أيضا، يمكن أن نبدأ من جديد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق