فلسفة كانط النقدية . جيل دولوز

فلسفة كانط النقدية 

تأليف : جيل دولوز

المؤسسة الجامعية للدراسات  -  بيروت  1997   |   130  صفحة   |   5.84  م . ب




لقد اعتنى النقاد الفرنسيون المعاصرون كثيرا بأساليب عديدة وبمناهج مختلفة بوحدة الفلسفة النقدية الكانطية وبمراحلها الثلاث هذا الكتاب يندرج ضمن هذا الجهد.
تبدأ مقدمة الكتاب بضبط معنى العقل عند كانط في علاقته بالفلسفة بإعتبارها “علم العلاقة بين جميع المعارف والغايات الأساسية للعقل البشري” ومن ثمة يبرز دولوز أهمية الغائية العقلية وخصوصاتها عند الفيلسوف الالماني مبينا موقعها بين العقلانية والتجريبية الكلاسيكيتين.
وقد خصص دولوز الفصل الأول من كتابه إلى الصلة بين الملكات فى نقد العقل الخالص والبداية هى تحديد للعلاقة بين الماقبلي a priori والترنسندنتالي Transecmdantal.
ويأتي بعد ذلك صاحبنا بصفة طبيعية إلى تحديد وظيفة الملكات الثلاث فى عملية المعرفة. ثم يصل إلى مشكلة العلاقة بين الملكات يعنى إلى “العقل السليم” bon Seus وهو مصطلح كانطى هام يدل على وفاق ما قبلى بين الملكات لا يلغى الاختلاف بينها على مستوى الطبائع. ويذكر دولوز فى هذا الصدد أن هذا الإنسجام يقع فى “نقد العقل الخالص” بقيادة ملكة الفهم وفى مصلحه العقل النظرية.
أما الفصل الثانى فقد اعتنى بعلاقة الملكات فى “نقد العقل العملى”. ينطلق دولوز من الحديث عن العقل المشرع Raison Legiolatriceمؤكدا أن العقل وحده هو المسؤول على شكل التشريع الكونى الذى يلائم القانون الأخلاقى المتسم بالكونية ضرورة.
فما هو إذن العقل الأخلاقى السليم؟ كثيرا ما يذكر كانط فى هذا الصدد أن القانون الأخلاقى ليس فى حاجة إلى علم كبير ولا إلى براهين بارعة بل يرتبط بإستخدام عادى للعقل فى متناول كل الناس يتمثل عموما فى إنسجام الفهم مع العقل تحت القيادة التشريعية لهذا الأخير.
ويختتم دولوز كتابه بالتأمل فى غايات العقل متفحصا لثلاث مسائل هى:
أ مذهب الملكات.
ب مذهب الغايات.
ج التاريخ والتحقق.
ويذكر فى الباب الأول بالخصوص أن المؤلفات النقدية الثلاثة تمثل نظاما حقيقيا للتبادل لأن الكتابين الأولين يعرضان علاقة بين الملكات تحددها إحداها فى حين يكتشف النص الأخير وفاقا حرا وغير محدد بين الملكات هو شرط إمكان أى صلة ممكنة بينها. ويؤكد دولوز من ناحية أخرى وفى نفس السياق أن طرافة مذهب الملكات عند كانط ترتكز على خصوصية كل ملكة عليا وعلى محدوديتها. ويعيد دولوز فى المستوى الثانى إلى الأذهان أهم ماجاء حول مسألة الغائية والمقارنة بين الحكم الأستيطيقى والحكم الغائى الخ… ويسأل فى النهاية: كيف يمكن للإنسان الذى لايمثل هدفا نهائيا إلا فى وجوده الفوق-حسي Suhraseusitle أن يكون غاية نهائية للطبيعة الحسية؟ والإجابة بإختصار شديد هى: تعد الحرية الوسيلة الفريدة للتحقيق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق