السلفية الشيعية والسنية.. بحث في تأثيرها على الاندماج الاجتماعي . عبد الله البريدي

السلفية الشيعية والسنية.. بحث في تأثيرها على الاندماج الاجتماعي

تأليف : عبد الله البريدي

الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت، 2013   |   110 صفحات   |    5.92  م . ب






هذا الكتاب هو من طينة تلك الكتب القليلة التي تسائل أدوات علم الاجتماع وتعمل على تطويعها، لملامسة قضايا شائكة لا يمكن مقاربتها باللجوء إلى حقل معرفي واحد. ولذلك، فإنّ البحث في محددات الاندماج الاجتماعي وآلياته وأنماطه، لا يمكن أن تعالج إلا باستحضار حقول معرفية مختلفة ومتقاطعة، من قبيل تاريخ الأحداث الاجتماعية والاقتصادية وعلم النفس والأنتروبولوجيا وعلم الأديان وما سواها.
يقول الكاتب، في مقدمة هذا البحث: لقد "بات واضحا أنّ الطائفية، أيّا كانت بواعثها، تقوض السلم والاندماج الاجتماعيين، وتهدد الأمن القطري وتجذر للفرقة والتشظي، بخاصة مع البروز المتصاعد للتيارات السلفية في الفترة الأخيرة، سواء كانت تيارات سنية أم شيعية... فضلاً عن الأدوار التي باتت السلفية تلعبها في أجواء الربيع العربي، إن في الشق الثوري أو السياسي أو الاجتماعي أو الإعلامي".
ويقر الكاتب، منذ البدء، بأنّ "العقل السلفي مهدد كبير للاندماج الاجتماعي، في السياق الطائفي على وجه التحديد، على اعتبار أنّ الطائفة هي عامل تشكيل للجماعات في المجتمعات العربية المعاصرة".
يميز الباحث هنا بين نوعين من الطائفية: الطائفية البينية، طائفية ما هو حاصل بين المسلمين والمسيحيين، والطائفية الداخلية، أي داخل الدين الواحد، مثل ما هو قائم بين السنة والشيعة في العديد من الدول العربية والإسلامية.
بيد أنّ مسألة الطائفية لدى السلفية السنية والشيعية ("السلفية الطائفية") هي الأخطر، بحكم أنّ أوارها يزداد على نحو مطرد ومخيف، مما يجعلها تشكل الخطر الأكبر على الاندماج الاجتماعي. وشاهد الكاتب على ذلك، ما فعلته الطائفية البينية بالعراق، "حيث كان العراقيون يعيشون اندماجًا اجتماعيًّا ملموسًا، وكانوا لا يفرقون بين سني وشيعي، طيلة الفترات التي كانت السلفية مغيبة عن المشهد العراقي. فهم يتزاوجون ويتآكلون ويتجاورون ويتاجرون ويتعاضدون فيما بينهم. أما الفترة الأخيرة، فقد أضحى الوضع غاية في السوء والخطورة، حيث باتت السلفية تفرق ولا تجمع (فرقت أبناء العشيرة الواحدة)، وتهدم ولا تبني، حتى السياسة تشوهت بالمحاصصة الطائفية المقيتة، وتأثرت الثقافة والفنون والإعلام" وهكذا.
إنّ الهدف من هذا الكتاب، يقول المؤلف، لا يهدف لـ "الإدانة الفكرية" للعقل السلفي، بل "إثراء العمل النقدي الجاد، بما يوجه البوصلة الفكرية للنسق السلفي صوب مشروعنا الحضاري العربي/الإسلامي".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق