استبداد شرقي أم استبداد في الشرق ؟ حسين الهنداوي

استبداد شرقي أم استبداد في الشرق ؟

تأليف : حسين الهنداوي

دار المدى  -  بغداد  2016   |   280  صفحة   |   5.95  م . ب




يناقش الكتاب الاستبداد أو الطغيان في ظل حكم غير مقيد بدستور أو قانون أو عُرف، ولا بنظام قيم أو ضمير أو حدود مهما كانت، وهذا يعد شكلا مفروضا قسراً وغير شرعي حتى إذا تقمص شرعية ظاهرية، ومهما بدا ايجابياً أو ضرورياً. وهو بهذا لا يختلف عن نظام الحكم المطلق إلا من حيث أن الاخير قد يكون مقيداً ببعض القوانين المفروضة عليه.
كما أن المستبد أو الطاغية لا يمثل نظاماُ سياسياً أو نظاماً للدولة إنما حكومة منحرفة السلوك تستمد مبرر وجودها من انتهاكها  الفعلي للحقوق الاساسية التي حددتها الأعراف والقوانين الوضعية. والقضية لا تتعلق بعدالة أو عدم عدالة القوانين أو الشرائع، وإنما بوجودها أولاً ومن ثم تطبيقها في الوقت نفسه، ففي ظل افضل القوانين والدساتير والشرائع الدينية يمكن للسلطة الاستبدادية أن تفرض نفسها كواقع حال متحصل عن اجتماع عدة عوامل معاً في ظرف طارئ الضرورة في أي مكان أو زمان.
إضافة إلى ذلك، يقول المؤلف: ليس هناك استبداد شرقي او استبداد غربي، لكن هناك استبدادا  بشعا في الشرق كما في الغرب هذا هو الاستنتاج المحوري الذي يسعى الى اثباته هذا الكتاب محاولا تعميق الجدل حول مفهومي الاستبداد والاستبداد الشرقي، منها ان السلطة الاستبدادية تتضارب بجوهرها مع جوهر الانسان الذي هو الحرية وان الاستبداد هو تعبير عن لحظة اضطراب في بنية وحياة المجتمع او الامة وان تسميات الاستبداد العادل و الاستبداد المتنور والاستبداد الوطني والاستبداد المؤمن والاستبداد الثوري هي توصيفات فارغة لا تنفي المضمون الطغياني للنظام الدالة عليه وان من الوهم القول ان الدولة الاستبدادية يمكن ان تحمي بعض الحريات والحقوق، وبالتالي من الوهم القول بعلاقة قدرية بين الشرق والاستبداد او بين آسيا والعبودية، او افتراض علاقة قدرية بين الغرب والديمقراطية او بين اوربا والحرية واستطراداً، ليس هناك تعصب اسلامي او تسامح مسيحي او بالعكس لأن الايديولوجيات الدينية تحديداً، وليس الدين بذاته، ما جعل تاريخ السلطة في الشرق لوحة من الحكومات الاستبدادية كما جعل تاريخ السلطة في الغرب المسيحي حتى الثورة الفرنسية في الاقل، لوحة حافلة بانظمة الاستبداد المطلق ونفس الاستنتاج يصدق على العوالم اليهودية والهندوسية وكافة الديانات الاخرى دون استثناء.
#مكتبة_التنوير
#فكر_سياسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق