جهود ماكس فيبر في مجال السوسيولوجيا . جميل حمداوي


جهود ماكس فيبر في مجال السوسيولوجيا
جميل حمداوي
2015    |   67   صفحة   |   841  م . ب



يتناول هذا الكتاب جهود المفكر الألماني ماكس فيبر (Max Weber) في الميدان السوسيولوجي، وإن كان ماكس فيبر معروفا بعلوم عدة، مثل: الفلسفة، والتاريخ، والاقتصاد، واللاهوت، وعلم الإدارة، وعلم السياسة، وغيرها من التخصصات والشعب والمسالك والمعارف. ومن ثم، لايقتصر فيبر على امتلاك معرفة واحدة، يل يدمج كل العلوم والمعارف في بوتقة بحثية واحدة لفهم الظواهر المجتمعية وتفسيرها وتأويلها. ويكفيه فخرا أنه من المؤسسين للسوسيولوجيا التفهمية أو التأويلية؛ وأيضا من مؤسسي علم الإدارة الحديثة؛ وكذلك من أهم منظري البيرورقراطية. ومن جهة أخرى، يعد من أهم المساهمين في تأسيس علم السياسة أو ما يسمى بعلم الاجتماع السياسي. وقد انتشرت أفكار ماكس فيبر، بشكل سريع، في الولايات المتحدة الأمريكية . وبعد ذلك، انتشرت في فرنسا بفضل أعمال رايمون آرون. 
    ولد ماكس فيبر في ألمانيا عام 1864م. تأهل في القانون، ثم أصبح عضوًا في هيئة تدريس جامعة برلين. وظل أكاديميًا طوال حياته، وكان له اهتمام رئيس في النصر الساحق الواسع للتطور التاريخي للحضارات، من خلال دراسات علم اجتماع الدين وعلم اجتماع الحياة الاقتصادية. وفي تناوله لكل من هذين الموضوعين فقد أحدث تغييرًا هائلاً في عملية البحث في الديانات العالمية الرئيسة كاليهودية، والنصرانية والإسلام والبوذية، وفي تتبع نمط التطور الاقتصادي من عصور ما قبل الإقطاعية. وهذان الاهتمامان اجتمعا في دراساته الكلاسيكية لتأثير المعتقدات البروتستانتية في تطوير الرأسمالية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة. ويتمتع فيبر بإنتاج ضخم وبأسلوب مضجر كعادة أسلوب الفلاسفة الألمان، لكن كتاباته التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية جعلت منه شخصية مهمة في علم الاجتماع.
كان الإسهام الرئيس لفيبر في دراسة المنظمات يتمثل في نظريته عن نظم السلطة والتي قادته لتصوير المنظمات فيما يتعلق بعلاقات السلطة في داخلها. وهذا نجم عن الاهتمام الجوهري الخاص بأسباب إطاعة الأفراد الأوامر، ولماذا يفعل الناس ما يطلب منهم. ولمعالجة هذه المشكلة عمد فيبر إلى التفريق بين النفوذ (القدرة على إجبار الناس على الطاعة، بغض النظر عن مقاومتهم) وبين السلطة، حيث تطاع الأوامر بشكل طوعي من قبل من يتلقونها. وفي النظام السلطوي، ينظر المرءوسون إلى إصدار التوجيهات من قبل الرؤساء بصفته أمرًا شرعيًا. وميز فيبر بين الأنواع التنظيمية وفقًا للطريقة التي يتم بها إضفاء الصفة الشرعية للسلطة. وقد أوجز ثلاثة أنواع صرفة سماها (ساحرة)، و(تقليدية) و(عقلانية قانونية)، وكل منها معبر عنها في نظام أو أداة إدارية خاصة. وهذه الأنواع الصرفة عبارة عن امتيازات تعتبر مفيدة في تحليل المنظمات، على الرغم من أن أي نظام حقيقي قد يكون نتاجا لها كلها.

تعليقات

  1. شكرا جزيلا على هذه الإضافة
    هذه مدونة أخرى بها مجموعة من الكتب القيمة في مجال علم الاجتماع بمختلف التخصصات أتمنى أن تنفعو بها
    https://sh-books.blogspot.com/

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق