أزمة الثقافة الإسلامية - هشام جعيط


أزمة الثقافة الإسلامية
هشام جعيط
دار الطليعة - بيروت  2000  |  200 صفحة   |   7 م . ب


تحميل الكتاب


يواصل المفكر التونسي هشام جعيط في هذا الكتاب حفرياته المعرفية في بنى الثقافة العربية والإسلامية، منقّباً عن أسس صياغة منظومة حياتية وفكرية جديدة للحاق بركب الحضارة الإنسانية التي قطعت أشواطاً واسعة في الحداثة واحترام الإنسان، وصيانة كرامته والدفاع عن حقه في العيش و الإبداع
يستعيد جعيط الهواجس المركزية التي سيطرت على أعماله السابقة بوصفها جزءاً من مشاغله الحيوية، ويضعها في فلك الضرورة الملحة لتحقيق أية نهضة عربية – إسلامية محتملة، دافعاً عناصر الواقع وإحداثياته وهمومه في اتجاه المراجعة النقدية الشاملة، تمهيداً للتجاوز، و بالتالي حتمية التغيير - وكأنما الباحث كان يحدس بلحظة- انطلقت من موطنه تونس، وزلزلت السبات العربي، وهزّت، وما انفكت، أركان الطمأنينة المتوهمة فيه.
وجعيط في استقصاءاته العميقة للواقع الكوني يرى أن من الضروري أن "يحصل وعي لدى العرب والمسلمين جملة بوجوب عدة متغيرات" في واقعهم لجهة "الدخول في تركيبة سلم داخلية وخارجية"، وكذلك "استبعاد الأوهام والدخول في تحولات هادئة من الوجهة السياسية والاقتصادية"، وبالتالي "تطبيق مفاهيم الديمقراطية في الواقعولا يتردد المؤلف في الإقرار بأن "الثقافة الإسلامية العليا قد ماتت حوالي العام 1500م، في رافديها الديني والدنيوي: لغة، نحو، فلسفة، تاريخ، علم مادي، … " ولم يكن هذا "من تلقاء الغرب، ولكن بمفعول انحطاط الطموح الداخلي لهذه الثقافة".
ويحدد جعيط المشكلة التي يعاني منها العرب والمسلمون بأنها تكمن في تمسكهم بالقشور، إذ الحكم و السياسة تابعان، والاقتصاد ضعيف، ووسائل الإعلام محتكرة، و"المال مهدور بغباوة". وبالتالي، فإنه من الصعب الولوج إلى باب الحداثة في ظل هذه الأعباء المثبّطةويناقش جعيط المثال الياباني، متسائلاً عن سر تقدمه وتعثر العرب. ويتساءل المؤلف "هل كان يمكن للعرب والمسلمين أن يقوموا بما يقرب" من المعجزة اليابانية؛ حيث "التقاليد القوية والشخصية المركزية" علاوة على " الوعي بالذات الذي جعل هذا البلد مستعداً، من قديم، للقيام بمراجعات مؤلمة بالضرورة"؟.
ويطرح جعيط أسئلة الإسلام والسياسة من خلال منظور العلاقات التاريخية و العامة، وعبر قراءة ثلاثة مفكرين إسلاميين: خير الدين، ابن خلدون، ابن تيمية، معتبراً أن الأول يمثّل فترة مفصلية في تاريخ الإسلام قائمة على "إسلام المجابهة الثقافية مع أوروبا"، في حين يمثّل الأخيران "إسلام المجابهة مع الذات"، ففكر ابن تيمية "كان وراء الإصلاحية الإسلامية في القرن التاسع عشر، في حين كان المسار الفكري لابن خلدون "إعلاناً للعقلانية التاريخية الإصلاحية".
#مكتبة_التنوير
#فكر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مدخل إلى علم الإنسـان (الأنثروبولوجيا ) . عيسى الشماس

بين الدين والعلم .. تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى . أندرو ديكسون وايت

نهاية الحداثة .. الفلسفات العدمية والتفسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة . جياني فاتيمو

سوسيولوجيا الدين والسياسة عند ماكس فيبر - تأليف : إكرام عدنني

العرب ونظريات العقد الاجتماعي ( بحث ) . أحمد طريبق